انهار
انهار
مطالب خواندنی

مقدّمة في اداب السفر ومستحبّاته لحجّ او غيره

بزرگ نمایی کوچک نمایی

وهي أمور:

أولها ومن أوکدها: الاستخارة، بمعنی طلب الخیر من ربه ومسألة تقدیره له عند التردد في أصل السفر أو في طریقة أو مطلقا، والأمر بها للسفر وکل أمر خطیر أو مورد خطر مستفیض، ولا سیما عند الحیرة والاختلاف في المشورة، وهي الدعاء لأن یکون خیره فیما یستقبل أمره، وهذا النوع من الاستخارة هو الأصل فیها، بل أنکر بعض العلماء ما عداها مما یشتمل علی التفؤل والمشاورة بالرقاع والحصی والسبحة والبندقة وغیرها لضعف غالب أخبارها، وإن کان العمل بها للتسامح في مثلها لا بأس به أیضا، بخلاف هذا النوع لورود أخبار کثیرة بها في کتب أصحابنا، بل في روایات مخالفینا أیضا عن النبي الأمر بها والحث علیها، وعن الباقر والصادق8: « کنا نتعلم الاستخارة کما نتعلم السورة من القرآن» وعن الباقر: «أن علي بن الحسین کان یعمل به إذا همي بأمر حج أو عمرة أو بیع أو شراء أو عتق» بل في کثیر من روایاتنا النهي عن العمل بغیر استخارة وأنه «من دخل في أمر بغیر استخارة ثم ابتلي لم یؤجر» وفي کثیر منها: «ما استخار الله عبد مؤمن إلا خار له وإن وقع ما یکره» وفي بعضها: «إلا رماه الله بخیر الأمرین».

وفي بعضها: «استخر الله مائة مرة ومرة ثم انظر أجزم الأمرین لک فافعله فإن الخیرة فیه إن شاء الله تعالی» وفي بعضها: «ثم انظر أي شيء یقع في قلبک فاعمل به» ولیکن ذلک بعنوان المشورة من ربه وطلب الخیر من عنده وبناء منه أن خیره فیما یختاره الله له من أمره، ویستفاد من بعض الروایات أن یکون قبل مشورته لیکون بدأ مشورته منه سبحانه وأن یقرنه بطلب العافیة، فعن االصادق: «ولیکن استخارتک في عافیة فإنه ربما خیر للرجل في قطع یده وموت ولده وذهاب ماله».

وأخصر صورة فیها أن یقول: «أسخیر الله برحمته أو أستخیر لله برحمته خیرة في عافیة» ثلاثا أو سبعا أو عشرا أو خمیس أو سبعین أو مائة مرة ومرة، والکل مروي، وفي بعضها في الأمور العظام مائة وفي الأمور الیسیرة بما دونه، والمأثور من أدعیته کثیرة جدا، والأحسن تقدیم تحمید وتمجید وثناء وصلوات وتوسل وما یحسن من الدعاء علیها، وأفضلها بعد رکعتي الاستخارة أو بعد صلوات فریضة أو في رکعات الزوال أو في آخر سجدة من صلاة الفجر أو في آخر سجدة من صلاة اللیل أو في سجدة بعد المکتوبة أو عند رأس الحسین أو في مسجد النبي والکل مروي، ومثلها کل مکان شریف قریب من الإجابة کالمشاهد المشرفة أو حال أو زمان کذلک، ومن أراد تفصیل ذلک فلیطلبه من مواضعه کمفاتیح الغیب للمجلسي1 والوسائل ومستدرکه.

وبما ذکر من حقیقة هذا النوع من الاستخارة وأنها محض الدعاء والتوسل وطلب الخیر وانقلاب أمره إلیه وبما عرفت من عمل السجاد في الحج والعمرة ونحوهما یعلم أنها راجحة للعبادات أیضا خصوصا عند إرادة الحج ولا یتعین فیما یقبل التردد والحیرة، ولکن في روایة أخری « لیس في ترک الحج خیرة» ولعل المراد بها الخیرة لأصل الحج أو للواجب منه.

ثانیها: اختیار الأزمنة المختارة له من الأسبوع والشهر، فمن الأسبوع یختار السبت وبعده الثلاثاء والخمیس والکل مروي، وعن االصادق: «من کان مسافرا فلیسافر یوم السبت، فلو أن حجرا زال عن جبل یوم السبت لرده الله إلی مکانه» وعنهم: «البست لنا والأحد لبني أمیة» وعن النبي: «اللهم بارک لأمتي في بکورها یوم سبتها وخمیسها».

ویتجنب ما أمکنه صبیحة الجمعة قبل صلاتها، والأحد، فقد روي أن له حدّا کحد السیف، والاثنین فهو لبني أمیة، والأربعاء فإنه لبني العباس، خصوصا آخر أربعاء من الشهر فإنه یوم نحس مستمر، وفي روایة ترخیص السفر یوم الاثنین مع قراءة سورة هل أتی في أول رکعة من غداته فإنه یقیه الله به من شر یوم الاثنین، وورد أیضا اختیار یوم الاثنین وحملت علی التقیة.

ولیتجنب السفر من الشهر والقمر فيالمحاق أو في برج العقرب أو صورته فعن االصادق: «من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم یر الحسنی» وقد عدّ أیام من کل شهر وأیام من الشهر منحوسة یتوقی من السفر فیها ومن ابتداء کل عمل بها، وحیث لم نظفر بدلیل صالح علیه لم یهمنا التعرض لها وإن کان التجنب منها ومن کل ما یتطیر بها أولی، ولم یعلم أیضا أن المراد بها شهور الفرس أو العربیة وقد یوجه کل بوجه غیر وجیه، وعلی کل حال فعلاجها لدی الحاجة بالتوکل والمضي خلافا علی أهل الطیرة، فعن النبي: «کفارة الطیرة التوکل» وعن أبي الحسن الثاني: «من خرج یوم الأربعاء لا یدور خلافا علی أهل الطیرة وقي من کل آفة وعوفي من کل عاهة وقضی الله حاجته» وله أن یعالج نحوسة ما نحس من الأیام بالصدقة، فعن االصادق: «تصدق واخرج أي یوم شئت» وکذا یفعل أیضا لو عارضه في طریقه ما یتطیر به الناس ووجد في نفسه من ذلک شیئا، ولیقل حینئذ: «اعتصمت بک یا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني» ولیتوکل علی الله ولیمض خلافا لأهل الطیرة.

ویستحب اختیار آخر اللیل للسیر ویکره أوله، ففي الخبر: «الأرض تطوی من آخر الدلیل» وفي آخر: «وإیّاک والسیر في أول اللیل وسر في آخره».

ثالثها وهو أهمها: التصدق بشيء عند افتتاح سفره، ویستحب کونها عند وضع الرجل في الرکاب، خصوصا إذا صادف المنحوسة أو المتطیر بها من الأیام والأحوال ففي المستفیضة رفع نحوستها بها، ولیشري السلامة من الله بما یتیسر له، ویستحب أن یقول عند التصدق: «اللهم إني اشتریت بهذه الصدقة سلامتي وسلامة سفري، اللهم احفظني واحفظ ما معي، وسلّمني وسلّم ما معي، وبلغني وبلّغ ما معي ببلاغک الحسن الجمیل».

رابعها: الوصیة عند الخروج لا سیما بالحقوق الواجبة.

خامسها: تودیع العیال بأن یجعلهم ودیعة عند ربه ویجعله خلیفة علیهم، وذلک بعد رکعتین أو أربع یرکعها عند إرادة الخروج، ویقول: «اللهم إني أستودعک نفسي وأهلي ومالي وذریتي ودنیاي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي» فعن االصادق: «ما استخلف رجل علی أهله بخلافة أفضل منها، ولم یدع بذلک الدعاء إلا أعطاه الله عز وجل ما سأل».

سادسها: إعلام اخوانه بسفره، فعن النبي: «حق علی المسلم إذا أراد سفرا أن یعلم إخوانه، وحق علی إخوانه إذا قدم أن یأتوه».

سابعها: العمل بالمأثورات من قراءة السور والآیات والأدعیة عند باب داره، وذکر الله والتسمیة والتحمید وشکره عند الرکوب والاستواء علی الظهر والإشراف والنزول وکل انتقال وتبدل حال، فعن االصادق: «کان رسول الله في سفره إذا هبط سبّح، وإذا صعد کبّر» وعن النبي: «من رکب وسمّی ردفه ملک یحفظه، ومن رکب ولم یسمّ ردفه شیطان یمنیه حتی ینزل» ومنها قراءة القدر للسلامة حین یسافر أو یخرج من منزله أو یرکب دابته، وآیة الکرسي والسخرة والمعوذتین والتوحید والفاتحة والتسمیة وذکر الله في کل حال من الأحوال، ومنها ما عن أبي الحسن7 أنه یقوم علی باب داره تلقاء ما یتوجه له ویقرأ الحمد والمعوذتین والتوحید وآیة الکرسي أمامه وعن یمینه وعن شماله ویقول: «اللهم احفظني واحفظ ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلاغک الحسن الجمیل» یحفظ ویبلغ ویسلم هو وما معه. ومنها ما عن الرضا: «إذا خرجت من منزلک في سفر أو حضر فقل: بسم الله بالله وتوکلت علی الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلّا بالله، تضرب به الملائکة وجوه الشیاطین وتقول ما سبیلکم علیه وقد سمی الله وآمن به وتوکل علیه» ومنها ما کان االصادق یقول إذا وضع رجله في الرکاب یقول: (سُبحانَ أَلَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما کُنّا لَهُ مُقرِنِینَ) (الزخرف 43: 13) «ویسبح الله سبعا ویحمده سبعا ویهلله سبعا» وعن زین العابدین7: «أنه لو حج رجل ماشیا وقرأ إنا أنزلناه في لیلة القدر ما وجد ألم المشي» وقال: «ما قرأه أحد حین یرکب دابته إلا نز منها سالما مغفورا له، ولقارئها أثقل لعی الدواب من الحدید» وعن أبي جعفر: «لو کان شيء یسبق القدر لقلت قارئ إنا أنزلناه في لیلة القدر حین یسافر أو یخرج من منزله سیرجع» والمتکفل لبقیة المأثورات منها علی کثرتها الکتب المعدة لها، وفي وصیة النبي: «یا علي إذا أردت مدینة أو قریة فقل حین تعاینها: اللهم إني أسألک خیرها وأعوذ بک من شرها، اللهم حببنا إلی أهلها وحبب صالحي أهلها إلینا» وعنه6: «یا علي إذا نزلت منزلا فقل: اللهم أنزلني منزلا مبارکا وأنت خیر المنزلین، ترزق خیره ویدفع عنک شره» وینبغي له زیادة الاعتماد والانقطاع إلی الله سبحانه وقراءة ما یتعلق بالحفظ من الآیات والدعوات وقراءة ما یناسب ذلک کقوله تعالی: (کَلّا إِنَّ رَبِّي سَیَهدِینِ) (الشعراء 26: 62)، وقوله تعالی: (إِذ یَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللهَ مَعَنا) (التوبة 9: 40)، ودعاء التوجه وکلمات الفرج ونحو ذلک، وعن النبي: «تسبیح الزهراء ویقرأ آیة الکرسي عند ما یأخذ مضجعه في السفر یکون محفوظا من کل شيء حتی یصبح».

ثامنها: التحنک بإدارة طرف العمامة تحت حنکه، ففي المستفیضة عن الصادق والکاظم8: «الضمان لمن خرج من بیته معتما تحت حنکه أن یرجع إلیه سالما وأن لا یصیبه السرق ولا الغرق ولا الحرق».

تاسعها: استصحاب عصا من اللوز المرّ فعنه : «إن أراد أن تطوی له الأرض فلتخذ النقد من العصیا، والنقد عصا لوز مر» وفیه نفي للفقر وأمان من الوحشة والضواري وذوات الحمة، ولیصحب شیئا من طین الحسین لیکون له شفاء من کل داء وأمانا من کل خوف، ویستصحب خاتما من عقیق أصفر مکتوب علی أحد جانبیه: «ما شاء الله لا قوة إلّا بالله استغفر الله» وعلی الجانب الآخر «محمد وعلي» وخاتما من فیروزج مکتوب علی أحد جانبیه: «الله الملک» وعلی الجانب الآخر: «الملک لله الواحد القهار».

عاشرها: اتخاذ الرفقة في السفر، ففي المستفیضة الأمر بها والنهي الأکید عن الوحدة، ففي وصیة النبي لعلي7: «لا تخرج في سفر وحدک فإن الشیطان مع الواحد وهو من الاثنین أبعد، ولعن ثلاثة: الآکل زاده وحده والنائم في بیت وحده والراکب في الفلاة وحده» وقال: «شر الناس من سافر وحده ومنع رفده وضرب عبده»، «وأحب الصحابة إلی الله أربعة، وما زاد ]قوم[ علی سبعة إلّا کثر لغطهم» أي تشاجرهم، ومن اضطر إلی السفر وحده فلیقل: «ما شاء الله ولا قوة إلّا بالله اللهم آمن وحشتي وأعني علی وحدتي وأدّ غیبتي»، وینبغي أن یرافق مثله في الإنفاق ویکره مصاحبته دونه أو فوقه في ذلک، وأن یصحب من یتزین به ولا یصحب من یکون زینته له، ویستحب معاونة أصحابه وخدمتهم وعدم الاختلاف معهم وترک التقدم علی رفیقه في الطریق.

الحادي عشر: استصحاب السفرة والتنوّق فیها وتطیب الزاد والتوسعة فیه لا سیما في سفر الحج، وعن االصادق: «إن من المروّة في السفر کثرة الزاد وطیبه وبذله لمن کان معک» أنعم یکره التنوّق في سفر زیارة الحسین بل یقتصر فیه علی الخبز واللبن لمن قرب من مشهده کأهل العراق لا مطلقا في الأظهر، فعن االصادق: «بلغني ان قوما إذا زاروا الحسین حملوا معهم السفرة فیها الجداء والأخبصة وأشباهه ولو زاروا قبور أبائهم ما حملوا معهم هذا»، وفي آخر: «تالله إن أحدکم لیذهب إلی قبر أبیه کئیبا حزینا وتأتونه أنتم بالسفر کلّا حتی تأتونه شعثا غبرا».

الثاني عشر: حسن التخلق مع صحبه ورفقته، فعن الباقر: «ما یعبأ بمن یؤمّ هذا البیت إذا لم یکن فیه ثلاث خصال: خلق یخالق به من صحبه أو حلم یملک به غضبه أو ورع یحجزه عن معاصي الله»، وفي المستفیضة: «المروّة في السفر ببذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غیر المعاصي» وفي بعضها: «قلة الخلاف علی من صحبک وترک الروایة علیهم إذا أنت فارقتهم» وعن االصادق: «لیس من المروة أن یحدّث الرجل بما یتفق في السفر من خیر أو شر» وعنه : «وطّن نفسک علی حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقک وکفّ لسانک وأکظم غیظک وأقل لغوک وتفرش عفوک وتسخی نفسک».

الثالث عشر: استصحاب جمیع ما یحتاج إلیه من السلاح والآلات والأدویة کما في ذیل ما یأتي من وصایا لقمان لابنه، ولیعمل بجمیع ما في تلک الوصیة.

الرابع عشر: إقامة رفقاء المریض لأجله ثلاثا، فعن النبي: «إذا کنت في سفر ومرض أحدکم فأقیموا علیه ثلاثة أیام» وعن االصادق: «حق المسافر أن یقیم علیه أصحابه إذا مرض ثلاثا».

الخامس عشر: رعایة حقوق دابته، فعن االصادق: «قال رسول الله: للدابة علی صاحبها خصال: یبدأ بعلفها إذا نزل ویعرض علیها الماء إذا مرّ به ولا یضرب وجهها فإنها تسبح بحمد ربها ولا یقف علی ظهرها إلا في سبیل الله ولا یحملها فوق طاقتها ولا یکلفها من المشي إلا ما تطیق»، وفي آخر: «ولا تتورکوا علی الدواب ولا تتخذوا ظهورها مجالس» وفي آخر: «ولا یضربها علی النفار ویضربها علی العثار فإنها تری ما لا ترون».

ویکره التعرس علی ظهر الطریق والنزول في بطون الأودیة والإسراع في السیر وجعل المنزلین منزلا إلا في أرض جدبة، وأن یطرق أهله لیلا حتی یعلمهم، ویستحب إسراع عوده إلیهم، وأن یستصحب هدیة لهم إذا رجع إلیهم، وعن االصادق: «إذا سافر أحدکم فقدم من سفره فلیأت اهله بما تیسر ولو بحجر» الخبر.

ویکره رکوب البحر في هیجانه، وعن أبي جعفر: «إذا اضطرب بک البحر فانّک علی جانبک الأیمن وقل: بسم الله اسکن بسکینة الله وقرّ بقرار الله واهدأ بإذن الله ولا حول ولا قوة إلّا بالله».

ولیناد إذا ضلّ في طریق البر «یا صالح یا أبا صالح ارشدونا رحمکم الله» وفي طریق البحر «یا حمزة» وإذا بات في أرض قفر فلیقل: (إِنَّ رَبّکُمُ اللهُ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّماواتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أَیّامٍ ثُمَّ اِستوی) – إلی قوله (تَبارَک اللهُ رَبُّ اَلعالَمِینَ) (الاعراف 7: 54).

وینبغي للماشي أن ینسل في مشیه أي یسرع فعن االصادق: «سیروا وانسلوا فإنه أخف عنکم» «وجاءت المشاة إلی النبي فشکوا إلیه الإعیاء فقال: علیکم بالنسلان. ففعلوا فذهب عنهم الإعیاء» وأن یقرأ سورظ القدر لئلا یجد ألم المشي کما مر عن السجاد، وعن رسول الله: «زاد المسافر الحُداء والشعر ما کان منه لیس فیه خناء»، وفي نسخة: «جفاء» وفي أخری «حنان» ولیختر وقت النزول من بقاء الأرض أحسنها لونا وألینها تربة وأکثرها عشبا. هذه جملة ما علی المسافر.

وأما أهله ورفقته فیستحب لهم تشییع المسافر وتودیعه وإعانته والدعاء له بالسهولة والسلامة وقضاء المآرب عند وداعه، «قال رسول الله: من أعان مؤمنا مسافرا فرج الله عنه ثلاثا وسبعین کربة وأجاره في الدنیا والآخرة من الغم والهم ونفس کربه العظیم یوم یعض الناس بأنفاسهم»، وکان رسول الله إذا ودع المؤمنین قال: «زودکم الله التقوی ووجهکم إلی کل خیر وقضی لکم کل حاجة وسلم لکم دینکم ودنیاکم وردکم سالمین إلی سالمین»وفي آخر: «کان إذا ودع مسافرا أخذ بیده ثم قال: أحسن لک الصحابة وأکمب لک المعونة وسهل لک الحُ 255 زونة وقرب لک البعید وکفاک المهم وحفظ لک دینک وأمانتک وخواتیم عملک ووجهک لکل خیر، علیک بتقوی الله، أستودع الله نفسک، سر علی برکة الله عز وجل» وینبغي أن یقرأ في أذنه (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَیکَ اَلقُرآنَ لَرادُّک إِلی مَعادٍ) (القصص 28: 85) إن شاء الله ثم یؤذن خلفه ولیقم کما هو المشهور عملا، وینبغي رعایة حقه في اهله وعیاله وحسن الخلافة فیهم لا سیما مسافر الحج، فعن الباقر: «من خلف حاجا بخیر کان له کأجره کأنه یستلم الأحجار» وأن یوفّر القادم من الحج، فعن الباقر: «وقروا الحاج والمعتمر فإن ذلک واجب علیکم» وکان علي بن الحسین یقول: «یا معشر من لم یحج استبشروا بالحاج وصافحوهم وعظّموهم فإن ذلک یجب علیکم، تشارکوهم في الأجر»، وکان رسول الله یقول للقادم من مکة: «قبل الله منک وأخلف علیک نفقتک وغفر ذنبک».

ولنتبرک بختم المقام بخیر خبر تکفّل مکارم أخلاق السفر بل والحضر: فعن االصادق قال: «قال لقمان لابنه: یا بني إذا سافرت مع قوم فأکثر استشارتهم في أمرک وأمورهم، وأکثر التبسم في وجوههم، وکن کریما علی زادک، وإذا دعوک فاجبهم، وإذا استعانوا بک فأعنهم، واستعمل طول الصمت وکثرة الصلاة وسخاء النفس، بما معک من دابة أو ماء أو زاد، وإذا استشهدوک علی الحق فاشهد لهم، وأجهد رأیک لهم إذا استشاروک ثم لا تعزم حتی تتثبّت وتنظر ولا تجب في مشورة حتی تقوم فیها وتقعد وتنام وتأکل وتضع وأنت مستعمل فکر تک وحکمتک في مشورتک فإن من لم یمحض النصح لمن استشاره سلبه الله رأیه ونزع منه الأمانة، وإذا رأیت أصحابک یمشون فامش معهم وإذا رأیتهم یعملون فاعمل معهم فإذا تصدقوا أو أعطوا قرضا فأعط معهم، واسمع لمن هو أکبر منک سنا، وإذا أمروک بأمر وسألوک شیئا فقل نعم ولا تقل لا فإنها عيّ ولؤم، وذذا تحیرتم في الطریق فانزلوا وإذا شککتم في القصد فقفوا أو تؤامروا، وإذا رأیتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طریقکم ولا تستر شدوه فإن الشخص الواحد في الفلاة مریب لعله یکون عین اللصوص أو یکون هو الشیطان الذي حیّرکم، واحذروا الشخصین أیضا إلا أن ترون ما لا أری فإن العاقل إذا أبصر بعینه شیئا عرف الحق منه والشاهد یری ما لا یری الغائب، یا بني إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء صلّها واسترح منها فإنها دین، وصلّ في جماعة ولو علی رأس زج، ولا تنامنّ علی دابتک فإن ذلک سریع في دبرها ولیس ذلک من فعل الحکماأ إلا أن تکون في محمل یمکنک التمدد لاسترخاء المفاصل، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتک وابدأ بعلفها فإنها نفسک، وإذا أردتم النزول فعلیکم من بقاع الأرض بأحسنها لونا وألینها تربة وأکثرها عشبا،وإذا نزلت فصلّ رکعتین قل أن تجلس، وإذا أردت قضاء حاجتک فابعد المذهب في الأرض، وإذا ارتحلت فصلّ رکعتین ثم ودّع الأرض التي حللت بها وسلم علیها وعلی أهلها فإن لکل بقعة أهلا من الملائکة، فإن استطعت أن لا تأکل طعاما حتی تبدأ وتصدق منه فافعل، وعلیک بقراءة کتاب الله ما دمت راکبا، وعلیک بالتسبیح ما دمت عاملا، وعلیک بالدعاء ما دمت خالیا، وإیاک والسیر في أول اللیل وسر في آخره، وإیاک ورفع الصوت، یا بني سافر بسیفک وخفّک وعمامتک وحبالک وسقائک وخیوطک ومخرزک وتزود معک من الأدویة فانتفع به أنت ومن معک، وکن لأصحابک موافقا إلا في معصیة الله عز وجل».

هذا ما یتعلق بکلي السفر.

ویختص سفر الحج بأمور اخر:

منها: اختیار المشي فیه علی الرکوب علی الأرجح بل الحفاء علی الانتعال، إلا أن یضعفه عن العبادة أو کان لمجرد تقلیل النفقة، وعلیهما یحمل ما یستظهر منها أفضلیة الرکوب، وروي «ما تقرب العبد إلی الله – عز وجل – بشيء أحب إلیه من المشي إلی بیته الحرام علی القدمین، وأن الحجة الواحدة تعدل سبعین حجة، وما عبد الله بشيء مثل الصمت والمشي إلی بیته».

ومنها: أن تکون نفقة الحج والعمرة حلالا طیبا، فعنهم: «إنا أهل بیت حج صرورتنا ومهور نسائنا وأکفائنا من طهور أموالنا» وعنهم: «من حج بمال حرام نودي عند التلبیة لا لبیک عبدي ولا سعدیک» وعن الباقر: «من أصاب مالا من أربع: لم یقبل منه في أربع من أصاب مالا من غلول أو رباء أو خیانة أو سرقة لم یقبل منه في زکاة ولا صدقة ولا حج ولا عمرة».

ومنها: استحباب نیة العود إلی الحج عند الخروج من مکة وکراهة نیة عدم العود، فعن النبي: «من رجع من مکة وهو ینوي الحج من قابل زید في عمره ومن خرج من مکة ولا یرید العود إلیها فقد اقترب أجله ودنا عذابه» وعن االصادق مثله مستفیضا وقال لعیسی بن أبي منصور: «یا عیس إني أحب أن یراک الله فیما بین الحج إلی الحج وأنت تتهیأ للحج».

ومنها: أن لا یخرج من الحرمین الشریفین بعد ارتفاع النهار إلا بعد أداء الفرضین بهما.

ومنها: البدأة بزیارة النبي لمن حج علی طریق العراق.

ومنها: أن لا یحج ولا یعتمر علی الإبل الجلالة، ولکن لا یبعد اختصاص الکراهة بأداء المناسک علیها ولا یسري إلی ما یسار علیها من البلاد البعیدة في الطریق.

ومن أهم ما ینبغي رعایته في هذا السفر احتسابه من سفر آخرته بالمحافظة علی تصحیح النیة وإخلاص السریرة وأداء حقیقة القربة التجنب عن الریاء والتجرد عن حب المدح والثناء، وأن لا یجعل سفره هذا علی ما علیه کثیر من مترفي عصرنا من جعله وسیلة للرفعة والافتخار بل وصلة إلی التجارة والانتشار ومشاهدة البلدان وتصفح الأمصار، وأن یراعي أسراره الخفیة ودقائقه الجلیة کما یفصح عن ذلک ما أشر إلیه بعض الأعلام: «إن الله تعالی سنّ الحج ووضعه علی عباده إظهار لجلاله وکبریائه وعلوّ شأنه وعظم سلطانه، وإعلانا لرق الناس وعبودیتهم وذلهم واستکانتهم، وقد عاملهم في ذلک معاملة السلاطین لرعایاهم والملاک لممالیکهم یستذلونهم بالوقوف علی باب بعد باب واللبث في حجاب بعد حجاب، وإن الله تعالی قد شرف البیت الحرام وأضافه إلی نفسه واصطفاه لقدسه وجعله قیاما للعباد ومقصدا یؤمّ من جمیع البلاد وجعل ما حوله حرما وجعل الحرم آمنا وجعل فیه میدانا ومجالا وجعل له في الحل شبیها ومثالا فوضعه علی مثال حضرة الملوک والسلاطین ثم أذّن في الناس بالحج لیأتوه رجالا ورکبانا من کل فجّ وأمرهم بالإحرام وتغییر الهیئة واللباس شعثا غبرا متواضعین مستکینین رافعین أصواتهم بالتلبیة وإجابة الدعوة حتی إذا أتوه کذلک حجبهم عن الدخول وأوقفهم في حجبه یدعونه ویتضرعون إلیه حتی إذا طال تضرعهم واستکانتهم ورجموا شیاطینهم بجمارهم وخلعوا طاعة الشیطان من رقابهم أذن لهم بتقریب قربانهم وقضاء تفثهم لیطهروا من الذنوب التي کانت هي الحجاب بینهم وبینه ولیزوروا البیت علی طهارة منهم ثم یعیدهم فیه بما یظهر معه کمال الرق وکنه العبودیة فجعلهم تارة یطوفون فیه ویتعلقون بأستاره ویلوذون بأرکانه وأخری یسعون بین یدیه مشیا وعدوا لیتبین لهم عزّ الربوبیة وذلّ العبودیة والیعرفوا أنفسهم ویضع الکبر من رءوسهم ویجعل نیر الخضوع في أعناقهم ویستشعروا شعار المدلة وینزعوا ملابس الفخر والعزة، وهذا من أعظم فوائد الحج، مضافا إلی ما فیه من التذکر بالإحرام والوقوف في المشاعر العظام لأحوال المحشر وأهوال یوم القیامة، إذ الحج هو الحشر الأصغر وإحرام الناس وتلبیتهم وحشرهم إلی الموقف ووقوفهم بها والهین متضرعین راجعین إلی الفلاح أو الخیبة والشقاء أشبه شيء بخروج الناس من أجدائهم وتوشّحهم بدکفانهم واستغائتهم من ذنوبهم وحشرهم إلی صعید واحد إلی نعیم أوعذاب ألیم، بل حرکات الحاج في طوافهم وسعیهم ورجوعهم وعودهم یشبه أطوار الخائف الوجل المضطرب المدهوش الطالب ملجأ ومفزعا نحو أهل المحشر في أحوالهم وأطوارهم، فبحلول هذه المشاعر والجبال والشعب والطلال ولدی وقوفه بمواقفه العظام یهون ما بأمامه من أهوال یوم القیامة من عظائم یوم الحشر وشدائد النشر، عصمنا الله وجمیع المرمنین ورزقنا فوزه یوم الدین آمین ربّ العالمین.


  

 
پاسخ به احکام شرعی
 
موتور جستجوی سایت

تابلو اعلانات

 




پیوندها

حدیث روز
بسم الله الرحمن الرحیم
چهار پناهگاه در قرآن
   
أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ (علیه السلام) قَالَ:
عَجِبْتُ لِمَنْ فَزِعَ مِنْ أَرْبَعٍ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى أَرْبَعٍ
(۱) عَجِبْتُ لِمَنْ خَافَ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ- حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ بِعَقَبِهَا فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
(۲) وَ عَجِبْتُ لِمَنِ اغْتَمَّ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ- لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ بِعَقَبِهَا- وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ
(۳) وَ عَجِبْتُ لِمَنْ مُكِرَ بِهِ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ- وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ بِعَقَبِهَا- فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا
(۴) وَ عَجِبْتُ لِمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا وَ زِينَتَهَا كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ- ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ بِعَقَبِهَا- إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً. فَعَسى‏ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَ عَسَى مُوجِبَةٌ
    
آقا امام صادق (عليه السّلام) فرمود: در شگفتم از كسى كه از چهار چيز مى‌هراسد چرا بچهار چيز پناهنده نميشود:
(۱) شگفتم از آنكه ميترسد چرا پناه نمى‌برد بفرمودۀ خداى عز و جل« حَسْبُنَا اَللّٰهُ‌ وَ نِعْمَ‌ اَلْوَكِيلُ‌ » خداوند ما را بس است و چه وكيل خوبى است زيرا شنيدم خداى جل جلاله بدنبال آن ميفرمايد:بواسطۀ نعمت و فضلى كه از طرف خداوند شامل حالشان گرديد باز گشتند و هيچ بدى بآنان نرسيد.
(۲) و شگفتم در كسى كه اندوهناك است چرا پناه نمى‌برد بفرمودۀ خداى عز و جل:« لاٰ إِلٰهَ‌ إِلاّٰ أَنْتَ‌ سُبْحٰانَكَ‌ إِنِّي كُنْتُ‌ مِنَ‌ اَلظّٰالِمِينَ‌ » زيرا شنيدم خداى عز و جل بدنبال آن ميفرمايد در خواستش را برآورديم و از اندوه نجاتش داديم و مؤمنين را هم چنين ميرهانيم.
(۳) و در شگفتم از كسى كه حيله‌اى در بارۀ او بكار رفته چرا بفرمودۀ خداى تعالى پناه نمى‌برد« وَ أُفَوِّضُ‌ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ‌ إِنَّ‌ اَللّٰهَ‌ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ »:كار خود را بخدا واگذار ميكنيم كه خداوند بحال بندگان بينا است)زيرا شنيدم خداى بزرگ و پاك بدنبالش مى‌فرمايد خداوند او را از بديهائى كه در بارۀ او بحيله انجام داده بودند نگه داشت.
(۴) و در شگفتم از كسى كه خواستار دنيا و آرايش آن است چرا پناهنده نميشود بفرمايش خداى تبارك و تعالى(« مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ‌ لاٰ قُوَّةَ‌ إِلاّٰ بِاللّٰهِ‌ »)(آنچه خدا خواست همان است و نيروئى جز به يارى خداوند نيست)زيرا شنيدم خداى عز اسمه بدنبال آن ميفرمايد اگر چه مرا در مال و فرزند از خودت كمتر مى‌بينى ولى اميد هست كه پروردگار من بهتر از باغ تو مرا نصيب فرمايد (و كلمۀ:عسى در اين آيه بمعناى اميد تنها نيست بلكه بمعناى اثبات و تحقق يافتن است).
من لا يحضره الفقيه، ج‏۴، ص: ۳۹۲؛
الأمالي( للصدوق)، ص: ۶؛
الخصال، ج‏۱، ص: ۲۱۸.


کلیه حقوق مادی و معنوی این پورتال محفوظ و متعلق به حجت الاسلام و المسلمین سید محمدحسن بنی هاشمی خمینی میباشد.

طراحی و پیاده سازی: FARTECH/فرتک - فکور رایانه توسعه کویر -