مسألة۱- یجب في کلّ رکعة سجدتان، و هما معاً رکن تبطل الصلاة بزبادتهما معاً في الرکعة الواحدة و نقصانهما کذلک عمداً أو سعواً، فلو أخلّ بواحدة زیادة أو نقصاناً سهواً فلا بطلان. و لابدّ فیه من الانحناء و وضع الجبهة علی وجه یتحقّق به مسمباهف و علی هذا مدار الرکنیّة و الزیادة العمدیة و السهویة. و یعتبر في السجود اُمور اُخر لا مدخلیّة لها في ذلک؛ منها السجود علی ستّة أعضاء: الکفّین و الرکبتین و الإبهامین، و یجب الباطن في الکفّین، و الأحوط الاستیعاب العرفي. هذا مع الاختیار، و أمّا مع الضرورة فیجزي مسمّی الباطن، و لو لم یقدر إلبا علی ضمّ أصابعه إلی کفّه و السجود علیها یجتزیء به، و مع تعذّر ذلک کلّه یجزي الظاهر. و مع عدم إمکانه أیضاً لکونه مقطوع الکفّ أو لغیر ذلک ینتقل إلی الأقرب فالأقرب من الکفّ. و الرکبتان یجب صدق مسمّی السجود علی ظاهرهما و إن لم یستوعبه. أمّا الإبهامان فالأحوط مراعاة طرفیهما، و لا یجب الاستیعاب فط الجبهة بل یکفي صدق السجود علی مسمّاها، و یتحقّق بمقدار الدرهم، و الأحوط عدم الأنقص، کما أنّ الأحوط کونه مجتمعاً لا متفرّقاً و إن کان الأقوی جوازه، فیجوز علی السبحة الغیر المطبوخه إذا کان مجموع ما وقع علیه الجبهة بمقدار الدرهم. و لابدّ من رفع ما یمنع من مباشرتها لمحلّ السجود من وسخ أو غیره فیها أو فیه؛ حتّی لو لصق بجبهته تربة أو تراب أو حصاة و نحوها في السجدة الأولی، یجب إزالتها للسجدة الثانیة علی الأحوط لو لم یکن الأقوی. و المراد بالجبهة هنا ما بین قصاص الشعر و طرف الأنف الأعلی و الحاجبین طولاً و ما بین الجبینین عرضاً.
مسألة ۲- الأحوط الاعتماد علی الأعضاء السبعة فلا یجزي مجرّد المماسّة، و لا یجب مساواتها في الاعتماد، کما لا یضرّ مشارکة غیرها معها فیه کالذراع مع الکفّین و سائر أصابع الرجلین مع الإبهامین.
و منها: وجوب الذکر علی نحو ما تقدّم في الرکوع، إلّا أنّ هنا یبدّل «العظیم» ب«الأعلی» في التسبیحة التامّة الکبری.
و منها: وجوب الطمأنینة بمقدار الذکر نحو ما سمعته في الرکوع.
و منها: وجوب کون المساجد السبعة في محالّها إلی تمامه. نعم لا بأس بتعمّد رفع ما عدا الجبهة منها قبل الشروع في الذکر – مثلاً – ثمّ وضعه حاله، فضلاً عن السهو، من غیر فرق بین کونه لغرض کالحکّ و نحوه أو بدنه.
و منها: وضع الجبهة علی ما یصحّ السجود علیه من الأرض أو ما ینبت منها، غیر المأکول و الملبوس علی ما مرّ في مبحث المکان.
و منها: رفع الرأس من السجدة الاُولی معتدلاً مطمئنّاً، کما سمعته في رفع الرأس من الرکوع.
و منها: أن ینحني للسجود حتّی یساوي موضع جبهته موقفه. فلو ارتفع أحدهما علی الآخر لم تصحّ الصلاة، إلّا أن یکون التفاوت بینهما قدر لبنة موضوعة علی سطحها الأکبر، أو أربع أصابع مضمومات، فلا بأس حینئذٍ. و لا یعتبر التساوي في باقي المساجد؛ لا في بعضها مع بعض و لا بالنسبة إلی الجبهة، فلا یقدح حینئذٍ ارتفاع مکانها أو انخفاضه ما لم یخرج به السجود عن مسمّاه.
مسألة ۳- المراد بالموقف الذي یجب عدم التفاوت بینه و بین موضع الجبهة أزید عن مقدار لبنة، ما وقع علیه اعتماد أسافل البدن في حال السجود و هو الرکبتان، فلا یلاحظ الإبهامان و القدمان. فلو تساوی محلّ رکبتیه مع موضع جبهته و وضع إبهامیه علی مکان أخفض من موضع جبهته بأزید من لبنة؛ بأن أدخل تمام مشط قدمه في ذلک المکان المنخفض لم یکن به بأس، بخلاف العکس بأن کان رکبتاه علی مکان أخفض عن محلّ الجبهة بأزید من لبنة و وضع الإبهامین علی أکمة ساوت محلّها.
مسألة ۴- لو وقعت جبهته علی مکان مرتفع أزید من المقدار المغتفر فإن کان الارتفاع بمقدار لا یصدق معه السجود عرفاً جاز رفعها و وضعها ثانیاً کما یجوز جرّها، و إن کان بمقدار یصدق معه السجدة عرفاً فالأحوط الجرّ إلی الأسفل، و لو لم یمکن الجرّ فالأحوط الرفع و الوضع ثمّ إعادة الصلاة بعد إتمامها.
مسألة ۵- لو وضع جبهته علی الممنوع من السجود علیه جرّها عنه جرّاً إلی ما یجوز السجود علیه و لیس له رفعها عنه؛ لأنّه یستلزم زیادة سجدة. أمّا إذا لم یمکن إلّا الرفع المستلزم لذلک فالأحوط إتمام صلاته ثمّ استئنافها من رأس. نعم لو کان الالتفات إلیه بعد الإتیان بالذکر الواجب أو بعد رفع الرأس من السجود کفاه الإتمام، علی إشکال في الأوّل، فلا یترک الاحتیاط بإعادة الذکر، بل إعادة الصلاة أیضاً.
مسألة ۶- من کان بجبهته علّة کالدمل إن لم یستوعبها و أمکن وضع الموضع السلیم منها علی الأرض و لو بحفر حفیرة و جعل الدمل فیها وجب، و إن استوعبها أو لم یمکن وضع الموضع السلیم منها علیها و لو بحفر حفیرة سجد علی أحد الجبینین. و الأولی تقدیم الأیمن علی الأیسر، و إن تعذّر سجد علی ذقنه، فإن تعذّر اقتصر علی الانحناء الممکن و سقط عنه الوضع علی الأرض من أصله.
مسألة ۷- إذا ارتفعت الجبهة من الأرض قهراً و عادت إلیها قهراً لم یتکرّر السجدة، فإن کان ارتفاعها قبل القرار الذي به یتحقّق مسمّی السجود یأتي بالذکر وجوباً، و إن کان بعده و قبل الذکر فالأحوط أن یأتي به بنیّة القربة المطلقة. هذا إذا کان عودها قهراً بأن لم یقدر علی إمساکها بعد ارتفاعها، و أمّا مع القدرة علیه ففي الصورة الاُولی حیث لم یتحقّق السجدة بوصول الجبهة یجب أن یأتي بها إمّا بأن یعود من حیث ارتفع أو یجلس ثمّ یسجد، و أمّا فط الصورة الثانیة یحسب الوضع الأوّل سجدة، فیجلس و یأتي بالاُخری إن کانت الاُولی، و یکتفي بها إن کانت الثانیة.
مسألة ۸- من عجز عن السجود انحنی بقدر ما یتمکّن و رفع المسجد إلی جبهته واضعاً للجبهة علیه باعتماد؛ محافظاً علی ما عرفت وجوبه من الذکر و الطمأنینة و نحوهما حتّی وضع باقي المساجد في محالّها. و إن لم یتمکّن من الانحناء أصلاً أو مأ إلیه بالرأس فإن لم یتمکّن فبالعینین، و الأحوط له رفع المسجد مع ذلک إذا تمکّن من وضع الجبهة علیه، بل لا یترک الاحتیاط في وضع ما یتمکّن منه من المساجد في محلّه.
مسألة ۹- یستحبّ التکبیر حال الانتصاب من الرکوع للأخذ في السجود و للرفع منه و السبق بالیدین إلی الأرض عند الهويّ إلیه، و استیعاب الجبهة علی ما یصحّ السجود علیه، و الإرغام بمسمّی الأنف علی مسمّی ما یصحّ السجود علیه، و الأحوط عدم ترکه، و تسویة موضع الجبهة مع الموقف بل جمیع المساجد، و بسط الکفّین مضمومتي الأصابع حتّی الإبهام حذاء الاُذنین موجّهاً بهما إلی القبلة، و التجافي حال السجود بمعنی رفع البطن عن الأرض، و التجنیح بأن یرفع مرفقیه عن الأرض مفرّجاً بین عضدیه و جنبیه مبعّداً یدیه عن بدنه جاعلاً یدیه کالجناحین، و الدعاء بالمأثور قبل الشروع في الذکر و بعد رفع الرأس من السجدة الاُولی، و اختیار التسبیحة الکبری و تکرارها، و الختم علی الوتر، و الدعاء في السجود أو الأخیر بما یرید من حاجات الدنیا و الآخرة و خصوصاً طلب الرزق الحلال؛ بأن یقول: «یا خیر المسؤولین و یا خیر المعطین ارزقني و ارزق عیالي من فضلک فإنّک ذو الفضل العظیم»، و التورّک في الجلوس بین السجدتین بأن یجلس علی فخذه الأیسر جاعلاً ظهر القدم الیمنی في بطن الیسری، و أن یقول بین السجدتین: «أستغفر الله ربّي و أتوب إلیه»، و وضع الیدین حال الجلوس علی الفخذین؛ الیمنی و الیسری علی الیسری، و الجلوس مطمئنّاً بعد رفع الرأس من السجدة الثانیة قبل أن یقوم، و هو المسمّی بجلسة الاستراحة، و الأحوط لزوماً عدم ترکها بل وجوبها لا یخلو من قوّة، و أن یقول إذا أراد النهوض إلی القیام: «بحول الله و قوّته أقوم و أقعد» أو یقوم: «اللهمّ بحولک و قوّتک أقوم و أقعد»، و أن یعتمد علی یدیه عند النهوض من غیر عجن بهما؛ أي لا یقبضهما بل یبسطهما علی الأرض.
تاریخ به روزرسانی: یکشنبه, ۱۹ مرداد ۱۴۰۴