فصل فی أعداد الفرائض ونوافلها

الصلوات الواجبة ستّة: اليوميّة ومنها الجمعة ، والآيات، والطواف الواجب، والملتزم بنذر   أو عهد أو يمين أو إجارة، وصلاة الوالدين على الولد  الأكبر(1) ، وصلاة الأموات.

 أمّا اليوميّة فخمس فرائض: الظهر أربع ركعات، والعصر كذلک، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، والصبح ركعتان. وتسقط في السفر من الرباعيّات ركعتان  كما أنّ صلاة الجمعة ايضا ركعتان.

 وأمّا النوافل فكثيرة، آكدها الرواتب اليوميّة وهي في غير يوم الجمعة أربع وثلاثون ركعة : ثمان ركعات قبل الظهر، وثمان ركعات قبل العصر، وأربع ركعات بعد المغرب؛ وركعتان بعد العشاء من جلوس تعدّان بركعة ويجوز فيهما القيام  ، بل هو الأفضل  وإن كان الجلوس أحوط(2)  وتسمّى بالوتيرة وركعتان قبل صلاة الفجر، وإحدى‌عشر ركعة صلاة الليل وهي ثمان ركعات والشفع ركعتان والوتر ركعة واحدة  ؛ وأمّا في يوم الجمعة فيزاد على الستّ عشر أربع ركعات(3). فعدد الفرائض سبعة عشر ركعة، وعدد النوافل ضِعفها بعد عدّ الوتيرة بركعة، وعدد مجموع الفرائض والنوافل إحدى وخمسون؛ هذا، ويسقط في السفر (4)نوافل الظهرين والوتيرة  على الأقوى

1- الفیّاض: هذا هو الصحیح علی تفصیل یأتي في محله إن شاء الله تعالی.

2- الفیّاض: بل هو الأقوی، وذلک لأن مقتضی صحیحة الحارث بن المغیرة وموثقة سلیمان بن خالد وإن کان التخییر فیهما بین القیام والجلوس، إلّا أن في صحیحة الحجال ما یکون قرینة علی حمل الرکعتین فیهما علی غیر الوتیرة باعتبار أنها تدلّ علی أن أبا عبد الله7 یصلّي رکعتین بعد العشاء یقرأ فیهما بمائة آیة ولا یحتسب بهما، ورکعتین وهو جالس یقرا فیهما بقل هو الله احد، وقل  یا أیّها الکافرون، فإن ذلک نصّ في أن الرکعتین الأولیین لیستا من الوتیرة، والتخییر إنما هو فیهما، وهما مورد الروایتین المذکورتین.

3- الفیّاض: فیه: أن نوافل یوم الجمعة تختلف کمّا وکیفا، ففي صحیحة سعد بن سعد الأشعري إنها اثنان وعشرون رکعة بکیفیّة خاصّة، وفي صحیحة البزنطي أنها عشرون رکعة بکیفیّة ثانیة، وفي صحیحة سعید الأعرج أنها ستّ عشرة رکعة بکیفیِّة ثالثة، ومقتضی الجمع بینها هو التخییر.

4- الفیّاض: قد یقال بعدم سقوطها في السفر لوجهین: الأول: أنها لیست نافلة العشاء بل هي بدل الوتر، فلا تکون حینئذ مشمولة لما دلّ علی سقوط نوافل الصلوات المقصورة في السفر.

الثاني: قوله  في صحیحة محمد بن مسلم: (لا تصلّ قبل الرکعتین ولا بعد هما شیئا نهارا)(الوسائل ج 4 باب: 21 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها وما یناسبها الحدیث: 1) بدعوی أن التقیید بالنهار یدلّ علی أن الساقط إنما هو النوافل النهاریة، وإلّا لکان التقیید به لغوا.

ولکن کلا الوجهین لا یتمّ.

أما الأول: فلأن قوله  في صحیحة فضیل ابن یسار: (منها رکعتان بعد العتمة جالسا تعدّ برکعة مکان الوتر...)(الوسائل ج 4 باب: 13 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها وما یناسبها الحدیث: 2) لا یدلّ إلّا علی أنها شرّعت مکان الوتر، وواضح أنه لا ملازمة بین تشریعها مکان الوتر وعدم کونها نافلة العشاء، إذ لا منافاة بین أن تشریعها کذلک بعنوان نافلة العشاء، ویؤکّد ذلک تشریع الاتیان بها بعد صلاة العشاء.

وأما الثاني: فهو یدلّ علی أن نوافل الصلوات النهاریة تسقط في السفر، وأما بالنسبة الی نافلة الصلوات اللیلیة فهو ساکت، فلا یدلّ لا علی السقوط ولا علی عدمه. ولکن صحیحة عبد الله بن سنان وصحیحة أبي بصیر تدلّان بالاطلاق علی سقوط نافلة العشاء أیضا، فیکون المرجع هو إطلاقهما.

مسألة 1: يجب الإتيان بالنوافل ركعتين ركعتين، إلّا الوتر  ، فإنّها ركعة؛ ويستحبّ في جميعها القنوت حتّى الشفع   على الأقوى   في الركعة الثانية، وكذا يستحبّ في مفردة الوتر.

مسألة 2: الأقوى استحباب  الغفيلة (1) ، وهي ركعتان بين المغرب والعشاء ، ولكنّها ليست من الرواتب ؛ يقرأ فيها في الركعة الاُولى بعد الحمد: (وذا النون إذ ذهب مغاضبآ فظنّ أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لاإله إلّا أنت سبحانک إنّي كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلک ننجي المؤمنين)

 وفي الثانية بعد الحمد :

(وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلّا هوويعلم مافي البرّوالبحروماتسقط من ورقة إلّا يعلمها ولاحبّة في ظلمات الأرض ولارطب ولايابس إلّا في كتاب مبين).

ويستحبّ ايضا بين المغرب والعشاء  صلاة الوصيّة (2) وهي ايضا ركعتان؛ يقرأ في اُولاهما بعد الحمد: ثلاثة عشر مرّة سورة (إذا زلزلت الأرض)، وفي الثانية بعد الحمد: سورة التوحيد خمسة عشر مرّة.

1- الفیّاض: في القوّة إشکال بل منع، إلّا بناء علی تمامیّة قاعدة التسامح في أدلّة السنن، حیث أن الروایات التي استدلّ بها علی استحبابها بأجمعها ضعیفة فلا یمکن الاعتماد علیها.

2- الفیّاض: في استحبابها إشکال بل منع، إلّا بناء علی قاعدة التسامح في أدلّة السنن، باعتبار أن ما دلّ علیه من الروایة ضعیف.

مسألة 3: الظاهر أنّ صلاة الوسطى الّتي تتأكّد المحافظة عليها هي الظهر؛ فلو نذر أن يأتي بالصلاة الوسطى في المسجد أو في أوّل الوقت مثلا، أتى بالظهر.

مسألة 4: النوافل المرتّبة وغيرها يجوز إتيانها جالسا ولو في حال الاختيار،  والأولى حينئذٍ عدّ كلّ ركعتين بركعة؛ فيأتي بنافلة الظهر مثلا ستّ عشر ركعة، وهكذا في نافلة العصر؛ وعلى هذا يأتي بالوتر مرّتين، كلّ مرّة ركعة